تَزَوَّجْتُكِ أَيَّتُهَا الحُريَّة


تَزَوَّجْتُكِ أَيَّتُهَا الحُريَّة




(نزار قباني )

وهوَ يَمشي في غَابَةٍ من خَنَاجِرْ ..

أَطلَقوا نارَهُمْ على المُتَنبِّي .

وأراقُوا دماءَ مجنُونِ عَامِرْ .

لو كَتَبْنَا يوماً رسالةَ حُبٍّ ..

شَنَقُونَا على بَيَاض الدَفَاتِرْ

ما بِوُسْع السيَّاف قَطْعُ لساني

فالمَدَى أزْرَقٌ .. وعندي أَظَافِرْ ...

1

2

كنتُ الرَجُلَ الأوحدَ في التاريخِ ..

فلا أولادَ .. ولا أحفادَ .. ولا ذُرِيَّهْ

كنتُ أميرَ العِشْقِ ..

وكنتُ أُسَافِرُ يوماً في الأحداقِ الخُضْرِ ..

ويوماً في الأحداقِ العَسَلِيَّهْْ ..

كانَ هناكَ العِطْرُ الأَسودُ .. والأمطارُ الأولى ..

والأَزْهَارُ الوحشيَّهْ ..

كانَ هناكَ عُيُونٌ

كان هناكَ شفَاهٌ مُفْتَرِسَاتٌ كَالأَصْدَافِ البحريَّهْ ..

كانَ هنالكَ سَمَكٌ حَيٌّ تحتَ الإبْطِ ،

وثَمَّةَ رائحةٌ بَحْرِيَّهْ ..

كانَ هناكَ نُهُودٌ تَقْرعُ حَوْلي ..

مثلَ طُبُولٍ إفريقيَّهْ ...

3

إنّي قِدّيسُ الكَلماتِ ..

وشَيْخُ الطُرُقِ الصُوفيَّهْ ..

وأنا أَغْسِلُ بالمُوسيقَى وَجْهَ المُدُنِ الحَجَريَّهْ

وأنا الرائي .. والمُسْتَكْشِفُ ..

والمسكونُ بنارِ الشِعْر الأبديَّهْ .

كنتُ كمُوسى ..

أَزْرَعُ فوق مياهِ البَحر الأحْمَرِ وَرْداً

كنتُ مَسيحاً قبلَ مجيءِ النَصْرَانِيَّهْ .

كلُّ امْرَأَةٍ أُمْسِكُ يَدَهَا ..

4

كانَ هُنالِكَ .. ألفُ امرأَةٍ في تاريخي .

إلا أنّي لم أَتزوَّجْ بين نساءِ العَالمِ

إلا الحُرِيَّهْ ...

وأنا الرائي .. والمُسْتَكْشِفُ ..

والمسكونُ بنارِ الشِعْر الأبديَّهْ .

كنتُ كمُوسى ..

أَزْرَعُ فوق مياهِ البَحر الأحْمَرِ وَرْداً

كنتُ مَسيحاً قبلَ مجيءِ النَصْرَانِيَّهْ .

كلُّ امْرَأَةٍ أُمْسِكُ يَدَهَا ..

تُصْبِحُ زَنْبَقَةً مَائيَّهْ ..

4

كانَ هُنالِكَ .. ألفُ امرأَةٍ في تاريخي .

إلا أنّي لم أَتزوَّجْ بين نساءِ العَالمِ

إلا الحُرِيَّهْ ...



Traducción del árabe:

María Luisa Prieto

ME CASÉ CONTIGO, LIBERTAD  


Yo tenía un palacio
que albergaba a las mujeres más bellas del mundo:
árabes,
bizantinas,
turcas
y kurdas.
En mi palacio había juguetes fabricados en París
y un ejército de gatos de Damasco.
 
Era el único hombre de la historia
sin hijos, criados ni descendientes.
Era el príncipe del amor,
un día viajaba por las pupilas verdes
y otro por las pupilas color miel.
Allí estaban el perfume negro, las primeras lluvias
y las flores silvestres,
allí había ojos
que nadaban como gaviotas por mi circulación sanguínea,
allí había labios devoradores cual conchas marinas,
allí había un pez vivo bajo la axila
y acullá olor a mar,
allí había unos pechos que sonaban en torno a mí
como tambores africanos.
 
Yo era el santo de las palabras,
el sheij de las vías místicas,
lavaba con música el rostro de las ciudades de piedra,
era el observador, el explorador
y el poseído por el fuego eterno de la poesía.
Como Moisés
sembré en las aguas del Mar Rojo,
fui un Mesías antes de que llegara el cristianismo,
la mano de cada mujer que tocaba
se convertía en un lirio acuático.
 
Allí había mil mujeres en mi historia,
pero de todas las mujeres del mundo
sólo me casé con la libertad.
 


Commentaires

Les plus consultes

I. EL PAR DE GUANTES : Charles Dickens

La cabra que capturó al lobo. (Cuento de Francia)

بيصارة bissarra